تُعتبر عملية ربط عنق الرحم (Cervical Cerclage) واحدة من الإجراءات الطبية الشائعة التي تُجرى خلال فترة الحمل للحفاظ على الجنين وتقليل خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة. وتتمثل الفكرة الأساسية في تقوية عنق الرحم عن طريق خياطته بخيوط طبية خاصة لمنعه من الانفتاح المبكر
عادةً ما يُوصي الأطباء بهذا الإجراء للنساء اللاتي لديهن تاريخ مع فقدان الحمل المتكرر أو يعانين من ضعف في عنق الرحم. في هذا المقال، سنتعرف معًا على أسباب اللجوء إلى عملية ربط عنق الرحم، خطواتها، وكذلك أهم المخاطر والاحتياطات المرتبطة بها
ما هي عملية ربط عنق الرحم؟
عملية ربط عنق الرحم (Cervical Cerclage) هي إجراء جراحي بسيط يتم فيه استخدام خيوط طبية قوية لإغلاق أو دعم عنق الرحم وذلك لمنع فتحه قبل الموعد الطبيعي للولادة الهدف من العملية هو تقليل خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة، خاصة عند النساء اللواتي يعانين من ضعف في عنق الرحم
متى يوصي الطبيب بعملية ربط عنق الرحم ؟
يلجأ الأطباء لهذا الإجراء في الحالات التالية :
وجود تاريخ سابق لإجهاض متكرر في الثلث الثاني من الحمل
حدوث ولادة مبكرة في حمل سابق
ضعف أو قصر عنق الرحم كما يظهر في الفحوصات بالسونار
تمدد عنق الرحم المبكر أثناء الحمل الحالي دون وجود انقباضات
خطوات العملية: كيف تتم؟
التحضير: يتم تحديد موعد العملية عادةً بين الأسبوع 12 و 14 من الحمل
التخدير: غالبًا يُستخدم تخدير نصفي (مثل إبرة الظهر)، وأحيانًا تخدير كلي حسب الحالة
إجراء الربط: يقوم الطبيب بوضع غرز طبية قوية حول عنق الرحم لإغلاقه
المتابعة: تستغرق العملية حوالي 30 دقيقة، ويمكن للمريضة العودة لنشاطها الطبيعي بعد فترة راحة قصيرة مع بعض الاحتياطات
إزالة الغرز: تتم عادة في الأسبوع 37 من الحمل أو عند بدء علامات الولادة
الاحتياطات بعد العملية
الراحة التامة لعدة أيام بعد الإجراء
تجنب العلاقة الزوجية لفترة يحددها الطبيب
متابعة الحمل بانتظام بالسونار
مراجعة الطبيب فورًا عند حدوث نزيف، آلام قوية، أو إفرازات غير طبيعية
المخاطر والمضاعفات المحتملة لعملية ربط عنق الرحم :
رغم أن عملية ربط عنق الرحم تُعتبر إجراءً آمنًا وفعّالًا في كثير من الحالات، إلا أنها مثل أي تدخل جراحي قد يصاحبها بعض المخاطر والمضاعفات، ومنها:
النزيف: قد يحدث نزيف بسيط بعد العملية، وغالبًا ما يتوقف خلال أيام قليلة
العدوى: من الممكن أن تصاب المريضة بعدوى في عنق الرحم أو المهبل، وهو ما قد يستدعي العلاج بالمضادات الحيوية
تمزق الأغشية المبكر (Premature Rupture of Membranes): في بعض الحالات النادرة قد يؤدي الربط إلى تمزق الأغشية المحيطة بالجنين
الانقباضات المبكرة: قد يسبب الربط تهيج الرحم وحدوث انقباضات، مما يزيد خطر الولادة المبكرة
إصابة عنق الرحم: نادرًا ما تحدث إصابة أو تمزق في أنسجة عنق الرحم أثناء إدخال الغرز أو عند إزالتها
فشل العملية: أحيانًا قد لا ينجح الربط في منع فتح عنق الرحم، خاصة إذا كان الضعف شديدًا أو تم اكتشافه متأخرًا
معظم هذه المضاعفات نادرة، واحتمالية حدوثها تقل بشكل كبير عند إجراء العملية في الوقت المناسب وتحت إشراف طبيب متخصص، مع الالتزام بالمتابعة والاحتياطات الطبية بعد العملية
كيف تقللين من مخاطر عملية ربط عنق الرحم؟
اتباع التعليمات الطبية بدقة بعد عملية ربط عنق الرحم يساعد بشكل كبير في تقليل المخاطر المحتملة وضمان نجاح العملية. إليكِ أهم النصائح:
الالتزام بالراحة: تجنبي المجهود البدني الشديد، وحاولي الحصول على قسط كافٍ من الراحة خاصة في الأيام الأولى بعد العملية
المتابعة المنتظمة: احرصي على حضور كل مواعيد المتابعة مع الطبيب لمراقبة حالة عنق الرحم والجنين
الانتباه للأعراض غير الطبيعية: راجعي الطبيب فورًا إذا لاحظتِ نزيفًا غزيرًا، إفرازات غير طبيعية، رائحة كريهة، أو آلام قوية أسفل البطن
تجنبي العلاقة الزوجية: يوصي الأطباء عادةً بالامتناع عن العلاقة الزوجية لفترة معينة بعد العملية لتقليل خطر العدوى أو الضغط على عنق الرحم
الالتزام بالأدوية: إذا وصف الطبيب مضادات حيوية أو مثبتات للحمل، تناوليها بانتظام وحسب الإرشادات
تجنبي التوتر: الراحة النفسية مهمة جدًا خلال فترة الحمل، وحاولي تقليل التوتر قدر الإمكان
اتباع نمط حياة صحي: التغذية السليمة – شرب الماء بكميات كافية والابتعاد عن التدخين أو أي عادات ضارة تساهم في نجاح الحمل بعد العملية
عملية ربط عنق الرحم تُعتبر وسيلة فعالة وآمنة لمساعدة الكثير من السيدات في الحفاظ على الحمل وتقليل خطر الولادة المبكرة
ومع ذلك، يجب أن يتم اتخاذ قرار الخضوع لها بناءً على تقييم دقيق من الطبيب المتابع للحالة، مع الالتزام الكامل بالمتابعة الطبية بعد العملية